الأحد، 13 مارس 2016

المولعون في هدر الكرامة ... متى تعلنون التوبة


نص مقالي ( المولعون في هدر الكرامة ... متى تعلنون التوبة )
المنشور في جريدة البينة الجديدة بعددها 2342 يوم الأحد 
 18-10-2015

*&*&*&*
رغم أني لست مسرفاً في القراءة كإسرافكم في قتلنا وقد حُرمتُ من صناعة الكتابة كحرمانكم من القناعة في ابتكار طرق سرقتنا، غير أنني تركت قلمي الفقير يتجرأ ليكتب فيكم بضعة أسطر لا بسبب غياب الرادع، بل بجرأة الفقير اليائس الذي يعاني شح الامل. جئتم ولكلٍ قاموس رتبته أيادٍ استعملتكم مُدْيات تغلغلت في شقوق جراحاتنا. فأنتم كالأخيذة تتوجهون حيث يُسارُ بكم أو يُشارُ عليكم . 
منكم من جاء في بادئ الامر مألوفاً لكنه سرعان ما كيَف نفسه مع قطيع متعطش لسفك دمائنا, ومنكم هَجْاء خَوْاء, ومتزين بجلباب دينٍ دون ان يكون له حظ في معرفة ابجدياته, ومراهق مفرط في الجرأة بحّاث عن اللذات لإشباع غرائزه من حكومة منزوعة الحياء, ورحم مهجور قلق يخشى بلوغ اليأس قبل بلوغ اللذة. تعاطيتم النظرات بجرأة الامزجة ثم التقيتم على سرير كتم ضعفه سنيناً لتمارسوا الذل معا. مفْرغون من الحياء غنيمتكم مَيْتَةُ ومازلتم عاكفين على حطامها. تزرعون الضلال في البلاد ليتنعم المتخمون بالجهل من فيض قيحكم. تصنعون مآتمنا وتقهقهون بحبور . فتخدشون مرايا ارواحنا الناصعات لكننا لم نصعر انوفنا لريحكم الفاسدة لأننا اتباع اهل الطريق. 
تجرأتم على قيم المألوف حين ظننتم اننا حطام لتتخذوا منه مقاعدكم لكنكم مغفلون، فجلودنا ملأى بالإحساس لاتصلح للجلوس. لاتزعجنا خطاباتكم الفظة فنحن عنكم معرضون . لانصدع رؤوسنا بزخرف كلمكم لكن اكثر ما يؤلمنا هتافات فاقدي الوعي وتصفيقهم لكم . حرصتم ألّا تسمعوا صدى اوجاعنا، ظننتم ان مجرد تفكيرنا في يوم الخلاص عبث يؤدي بنا للاحتضار، تناسيتم ان رغبتنا اقوى من احساسكم بعجزنا؛ بل واشد من حرصكم. نعم ثمن الفرحة باهض لكننا لانخشى الرحيل. سلكنا طريق الدليل لأدانتكم، فمن تأبط حقائبه ورحل لم يترك فراغاً للوحشة وان هيأ المهرب فكل الطرق تؤدي الى يوم الدين وان سلك مجاهيلها. عاهدتمونا ان تسيروا على نهج الصالحين، غير انكم لم تفوا بوعد ونقضتم العهد فكنتم كزانية خانت زوجها من ورائه على فراشه هكذا فهمنا الخيانة كما دلت عليها الاعراف .
لستم أول خطى الرذيلة التي دبت على الارض بل لخطاها مُكَملون، أنسيتم انكم آيلون للسقوط ولايمكن ترميمكم ولا ترقيع صوركم ؟ 
منحناكم فرصاً لإصلاح مساراتكم المعو جة، فمتى تعلنون انصرافكم عن الشهوات ؟ ألا يرهقكم الخوض في حضيض حيوانيتكم ؟ 
متى تُرسم ملامح انسانيتكم ؟ لتظهروا بنية طيبة نصنع منها تمثالا.
متى تزيلون الدنيا من نفوسكم ؟ 
متى تعلنون التوبة ؟ 
اما علمتم ان الذكر ان لم يكن سوياً لا يُخلد؟






































21/أكتوبر/2015

علي أبو الهيل سعودي 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق